الجمعة، 19 سبتمبر 2014



 لا تصدق كل ما يقال فى الاعلام المصرى ... فهو اعلام كاذب ومنافق... ويذاكر من اسكربت واحد يتنقل من مذيع لأخر ومن قناة لأخرى فى لمح البصر .. واليك الاستراتيجيات العشرة التى يتبعها الاعلام لغسل عقول الجماهير ........

1- تحفيز مشاعر الخوف والذعر لدى الجمهور



وضْعُ الناس في حالة من الخوف والقلق والذعر الدائم كفيل بتمرير أي فكرة إلى عقولهم حتى وإن بدت هذه الفكرة لا منطقية ولا عقلانية، وتشير الدراسات إلى كون الإنسان يفقد قدرته على التفكير بعقلانية حين يخضع لضغوط إنسانية أو عاطفية قوية، يمكنك ببساطة حينها أن تقبل كمية الكذب والمبالغات التي يتم إلقاءها في عقلك عبر وسائل الإعلام دون أن تبدي مقاومة تذكر.

إذا كنت تعيش في دولة استبدادية – أو حتى ديمقراطية – فحاول أن تراقب حجم الأخبار التي تبثها وسائل الإعلام عن وجود أخطار مقبلة أو أعداء يتهددون بلدك بل وأمنك الشخصي، وعن الإرهاب، وعن أزمات اقتصادية مقبلة تضرب الدولة أو المنطقة أو العالم وتحتاج إلى استقرار لمواجهتها.

يُعدُّ هذا الأسلوب أحد أكثر الأساليب شيوعًا في الدعاية السياسية، واستخدمته الولايات المتحدة عام 2001 في تبرير غزوها لأفغانستان ثم العراق تحت ما يسمى بالحرب على الإرهاب عبر تمرير معلومات ثبت فيما بعد عدم دقتها حول مدى نفوذ وتغلغل تنظيم القاعدة، وعن امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، وتورطت في نقل هذه المعلومات وسائل إعلام مرموقة أبرزها صحيفة نيويورك تايمز.

2- الهجوم على  الشخصيات “الرموز” بضراوة وحدة


قد يأخذ الأمر كثيرًا من الوقت من أجل هدم فكرة “أيديولوجيًّا” أو حتى تفنيدها، الأمر الأسهل دائمًا هو التركيز على الأشخاص عبر مهاجمة ذواتهم ومصداقيتهم وطباعهم وذكائهم أو حتى مظاهرهم وأشكالهم، هذا النمط من القصف المتواصل لن يترك أي فرصة من أجل مناقشة الأفكار أو البرامج أو الإنجازات؛ حيث تُمحى هوية الأفكار بالتبعية عبر تشويه صورة أولئك الأشخاص الذين يعبرون عنها.

على عكس ما يشيعون عن أنفسهم دائمًا، فالسياسيون من أقل البشر استعدادًا لمناقشة الأفكار ويميلون دومًا للتخلص من خصومهم عبر طرق غير أخلاقية، أحيانًا باستخدام قضايا وفضائح ملفقة ونشر أكاذيب لا أساس لها من الصحة.

3- التركيز على الأخطاء و”الضرب تحت الحزام”


يعمد الساسة هذه الأيام إلى تشويه خصومهم ومعارضيهم أكثر مما يتجهون للدعاية لأنفسهم، فكثير من الأكاذيب يتم ترويجها، وقضايا ملفقة ومعارك غير أخلاقية.. ينبغي ألا تصدق كل ما تروجه وسائل الإعلام من قضايا حول الرموز والساسة، فالكثير منها ليس أكثر من عملية مكايدة سياسية.

4- تزييف الحقائق التاريخية لتتوافق مع رغباتهم



قد تظن أنه من السهولة بمكان أن تكشف الخدعة أمام أحدهم فقط إذا أخبرته بالحقيقة وأتيت عليها بدليل برهاني علمي أو منطقي، للأسف فإن الأمر ليس بهذه السهولة ونسبة نجاحه محدودة جدًّا مع المثقفين فما بالك بالعوام الذين يستمدون كل معلوماتهم من الإعلام؟

تشير التجارب والدراسات إلى أن الناس لا يُبدون في الغالب استعدادًا لتغيير قناعاتهم بسهولة ويميلون دومًا إلى الدفاع عنها، خاصة إذا كان مصدر هذه الأفكار والقناعات سلطة ما أو شخص في موقع السلطة سواء كانت السلطة السياسية “الحاكم” أو الاجتماعية “العائلة” أو الدينية.

ليس جميع الناس أو حتى أغلبهم على دراية بالتاريخ، يمكن استغلال هذه الحقيقة البسيطة من أجل تمرير رواية معينة للتاريخ تعزز مصالح السلطة أو تشوه تاريخ خصومها وأعدائها، في الغالب لن تبحث الجماهير عن الحقيقة، وستتلقى المعلومات الملقاة إليها كحقائق مسلمة.

5- البلطجة الإعلامية



إذا كنت معارضًا ودُعِيت إلى وسيلة إعلام مؤيدة للسلطة فإنهم بالتأكيد لم يدعوك من أجل الترحيب بشخصك الكريم أو حتى لكونهم ديمقراطيين يودون أن يعرضوا أمام الجماهير الرأي والرأي الآخر، ينبغي ألا تكون من السذاجة بمكان كي تصدق ذلك!

الوسيلة المثلى كي توجه ضربة قاسية لشخص أو تيار أو فكرة ما ليس أن تمنعه تمامًا من الظهور عندك، ففي هذا العصر لن يَعدم أحد وسيلة للتواصل مع جمهوره.. الحل الأمثل هنا هو إظهاره بمظهر الضعف أو العجز، بمعنى أصح أن تحصره في ركن الحلبة لتوجه له اللكمات واحدة تلو الأخرى.

إذا لم تكن مسلحًا بما يكفي من الثقة إضافة إلى الحجج والردود العلمية والمنطقية فإنه لا يَحسُن بك أن تخوض مواجهة كتلك، لأنه ساعتها يمكن – وببساطة – لمذيع متوسط الموهبة أن يتلاعب بك ويظهرك بمظهر العاجز الضعيف المفتقد للحجة والمنطق.

6- الشعبوية “ادعاء التوافق مع الشعب للسلطة ووصم الخصوم بمعاداة الشعب”



تُستخدم هذه الخطة في حالات الانتخابات أو المواقف السياسية المختلف عليها شعبيًّا بشكل واضح؛ حيث يعمد طرف ما – غالبًا الذي يملك زمام السلطة – لوصف نفسه أو برنامجه أو موقفه السياسي بكونه المتوافق مع رغبة الشعب أو الأكثر استجابة لتطلعات الجماهير، موجهًا رسالة ضمنية بكون الطرف الآخر يقف في وجه إرادة الجماهير ويعارض تطلعاتها، إنه ببساطة يضعه في وجه المدفع، ومع تكرار الرسالة يتم ترسيخها في العقل الجمعي للجمهور الذي يبدأ في إصدار تصرفات تنبع من هذه الحقيقة قد تصل إلى وصم الطرف الآخر بالعداء للشعب وللوطن.

7- استدعاء أفكار فاشية وتصنيف الناس وفقًا لها



قد تكون هذه الفكرة هي الدين أو الوطن أو أي فكرة أخرى؛ بحيث يكون المساند للسلطة المتبني لمواقفها هو المتدين الحقيقي أو الوطني الحقيقي، بينما يصير المعارضون بالتبعية ضد الدين أو الوطن.

وتعمد هذه الإستراتيجية إلى التقليل من قدرة أي شخص أو تيار على معارضة السلطة التي تصنع رباطًا لصيقًا بين وجودها وبين مفاهيم الدين والوطن، فالسلطة حينها هي حامية الدين وحارسة الوطن، وبالتبعية فإن أي انتقاد للسلطة هو هدم للدين وخيانة للوطن.

8- تكرار الرسالة الواحدة بشكل متتابع ودقيق وباستخدام وسائل مختلفة



الأمر ببساطة هو تكرار رسالة بسيطة وواضحة بشكل متتابع، وبصرف النظر عن مدى دقة وصدقية هذه الرسالة، تشير الدراسات إلى ميل البشر إلى تصديق الأفكار والمعلومات التي تتكرر أمامهم بانتظام بصرف النظر عن مدى منطقيتها، الأمر يفسِّر بوضوح ظاهرة تصديق العلماء والمثقفين والمفكرين في أغلب مناطق العالم للأساطير المتداولة في مجتمعاتهم رغم أنها تبدو غير منطقية لرجل عامِّي يسمعها لأول مرة.

9- التقليل من الجرعات الفكرية والعلمية لصالح ساعات الترفيه والمرح



المتتبع لسلوك معظم وسائل الإعلام – خاصة التلفزيوني وهو أكثرها تأثيرًا – حول العالم يشعر كما لو أنها تخوض حربًا ضد كل ما هو جادّ أو علميّ لصالح ساعات طويلة من برامج الترفيه والمرح بمختلف أشكالها، ومع الوقت صار هذا هو السمت العام لوسائل الإعلام الجماهيرية وصار الإعلام الجاد مع الوقت أكثر نخبوبة بمعنى كونه صار أكثر تخصصًا “فضائيات علمية – تاريخية – وثائقية – دينية” لا تجتذب إلا نسبة قليلة من المشاهدين الذين يتركز أغلبهم حول الفضائيات التقليدية التي صارت أشبه بساحات لللهو والترفيه.

الأمر يحتاج منّا نظرة أكثر جدية، فرغم ارتفاع نسبة المتعلمين والأكاديميين حول العالم بشكل ملحوظ إلا أن قابلية الناس للانخداع حتى فيما يتعلق بأبسط الحقائق ترتفع بشكل مخيف بما يدل أن وسائل الإعلام ربما ساهمت في الارتقاء بالمستوى البحثي أو الأكاديمي إلا أنه ربما يكون قد صاحبها تناقص حاد في القدرات العقلية التقليدية؛ حيث صار الناس أكثر قابلية للخداع بشكل كبير.

10- شيطنة الآخرين عبر أدلة جمعية وارتباطات غير منطقية



يقولون دومًا إنه لا توجد سلطة سياسية تستطيع البقاء بغير شيطان، لذا تلجأ السلطات إلى صناعة شياطينها بنفسها.

أحيانًا تكون طرق الشيطنة مختلقة بالكلية، وأحيانًا كثيرة يتم خلق ارتباطات واهية جدًّا بأشخاص وكيانات لا علاقة لهم بها، فحين يوجد شخص متهم في عمل إجراميّ ما يتم اتهام فصيل معارض كامل بكونهم إرهابيين أو مجرمين لكون ابن عم أحدهم كان يقطن منذ عشر سنوات بجوار شقيق المتهم في الحادث الإجراميّ أو الإرهابيّ، بهذه الطريقة يمكن أن يصير الجميع متهمًا، هذا إذا لم يكن الحادث الإجراميّ أو الإرهابيّ مختلقا بالكلية منذ البداية.

السبت، 6 سبتمبر 2014

ما هى المدونة؟ و لماذا تملك شعبية كبيرة؟




ما هى المدونة؟

كل واحد من خبراء الإنترنت أو حتى مستخدمين الإنترنت له مصطلح أو رأى خاص به عن معنى المدونة، و لكننى اليوم أود أن أشرح لكم ما معنى المدونة أو البلوج بشكل مختلف بعض ما. فمن رأيى الشخصى المدونة ما هى إلا موقع على الإنترنت.. نعم .. موقع على الإنترنت ، و لكن ببعض الإختلافات الرئيسية التى أرى أنها السبب الرئيسى فى وجود المدونة فى كيانها الحالى.
إن الإختلافات الرئيسية التى توجد بين المدونة و بين المواقع الأخرى، هى:
1- يتم سرد المقالات حسب الترتيب الزمنى من الأحدث إلى الأقدم.
هذا عنصر أساسى فى أى مدونة قد نُشرت عبر تاريخ التدوين. فقد يتم سرد المقالات التى تحتوى على عنوان للمقال ثم محتوى المقال، بدءا من الجزء العلوى من الصفحة ثم المقال الأقدم ثم الأقدم، و هلم جرا. نعم قد تم التعديل على الكثير من القوالب فى الآونة الأخيرة لتغيير هذا النظام، و لكن مع ذلك تجد أيضا الترتيب الزمنى مقترن بكل قالب.
2- من السهل إضافة محتوى جديد
هى بعيدة كل البعض عن المشكلة المزمنة التى تحتويها المواقع العادية. مع المدونة لا تحتاج إلى أدوات التصميم مثل برامج فرونت بيج أو ما شابه للتعديل على محتوى صفحات موقعك أو لإضافة محتوى جديد، إنما ببعض النقرات سوف تملك صفحة جديدة فى موقعك منظمة و أنيقة.
فلا يوجد حاجز بينك و بين موقعك الأن. مع بعض الممارسة يمكن أن تصبح مُدون محترف بكل سهولة.
3- يتم تحديث المحتوى بشكل دورى مشكلة رئيسية أخرى كانت تُصيب المواقع التقليدية  الا و هى طبيعتها الثابتة. معظم المواقع لم تكن تتغير أبدا وكنت دائما أعود لنفس الصفحات مع نفس المضمون. والسبب في ذلك هو النقطتين السابقتين المذكورين أعلاه — من الصعب جدا بالنسبة للشخص العادي إضافة محتوى إلى موقع على شبكة الانترنت. بالتأكيد ، في كثير من الأحيان كان يتم تحديث العديد من المواقع المنتشرة و التى كانت ذو شعبية  قبل بدء العمل بالمدونات ، ولكن كان لديهم دعم من المؤسسات الكبرى مع موظفين تقنيين وكُتّاب متخصصون فى كتابة المقالات، أو تُدار من قبل الناس الذين يفهمون الأشياء مثل أتش تي أم أل (HTML) ، وبروتوكول نقل الملفات خوادم الشبكة. معظم الناس لا يتكلمون و لا يفهمون تلك اللغة وحتى بعد أن أصبحت المدونات متاحة كان من الصعب على الشخص العادي نشر أفكارهم عبر الإنترنت. مع مرور الوقت و إنتشار المدونات. أصبح للمدونة تأثير قوى جدا على خفض الحواجز التي تحول دون نشر ما يكفي حتى للشخص العادي. ونتيجة لذلك المدونات قد غمرت الإنترنت مع منتجي المحتوى (المدونين) كتابة ونشر مقالات على أساس منتظم ، ومقالات متعددة في اليوم الواحد أحيانا. وكان من الطبيعى ارتفاع تأثير المدونة في محركات البحث. محركات البحث مثل جوجل  تهتم بالاساس الأول بقيمة المحتوى ، و بحكم طبيعة المدونة ، فمحتواها غالبا ذو قيمة عالية في تصنيفات محرك البحث.
ونتيجة لذلك فإن المدونة تقوم بـ “سرقة” أعلى تصنيفات محرك البحث ، فأنها تتلقى المزيد من الاهتمام ، واستولت على تركيز مسوقين الانترنت وأصحاب الأعمال التجارية.
4- المدونات تسمح بنظام التعليقات:
هناك تطور كبير بين نظام المدونات و المواقع التقليدية. إن أسفل كل مقال فى المدونة يوجد صندوق من خلاله يسبتطيع زوار مدونتك ترك تعليقاتهم على المقال و الإدلاء برأيهم. و لهذا السبب…
5-الناس يثقون فى المدونات عن المواقع الأخرى العادية لإنها بُنيت على نظام المحادثة:
بالخمس نقط السابقة… أعتقد إننا تعرفنا على الأسباب الحقيقية لجعل المدونة مختلفة و مميزة عن المواقع الأخرى. و الآن سوف نتعرف كيف نستخدم المدونات لربح المال من الإنترنت. تابعونا..

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

جيروزاليم بوست: تحالف مصري سعودي إسرائيلي

اعتبرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية, في مقال نشرته مؤخرًا للكاتبة كارولين جليك, أن حرب غزة الأخيرة ليست حربًا قائمة بذاتها, ولا تنفصل بدورها عن سياق التغيرات والتداعيات الإقليمية, والتفاهمات الاستراتيجية, والتهديدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن الذي يعتريه بعض التطورات السياسية التي أحدثت بدورها متغيرات غير مسبوقة, فعلى النقيض من مواقف النظامين المصري والسعودي الداعمة لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”, باتت حماس في نظر تلك الأنظمة جزءًا من محور السنة الجهادي الذي لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فقط, بل يمتد هذا التهديد ليشمل تلك الأنظمة على السواء.
وأضافت الكاتبة أن الدعم الذي تلقته حماس من قبل ما أسمته بتحالف تركيا وقطر وجماعة الإخوان المسلمين في مصر حال دون وقوع الحركة في غيابات الجب, كما هو الحال مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر الصيف الماضي, كما أن هذا الدعم يأتي في سياق المساعي التي يبذلها ذلك التحالف لإعادة الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر مرة أخرى, متكئين في ذلك على دعم غربي لحماس ضد إسرائيل, ذلك الدعم الذي قد يفضي إلى نصر استراتيجي لمحور السنة الجهادي، إذا نجحت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في إجبار مصر وإسرائيل على فتح المعابر الحدودية مع قطاع غزة.
وفي هذا الصدد, أبدت الكاتبة مخاوفها حيال تلك المساعي الغربية الداعمة لحماس, مشددة على أن النهج الذي تتبناه حماس لا يختلف عن ذلك النهج الذي يتبناه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام, أو ما يطلق عليه اختصارًا تنظيم داعش, من قبيل المذابح الجماعية والترهيب النفسي, محذرة في الوقت ذاته من أن تتحول غزة بعد الحرب إلى ما دعته الكاتبة بالنسخة المحلية من مدينة الموصل العراقية التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش, ناهيك عن أن المطالبات الأمريكية لإسرائيل بالسماح لغزة بإعادة الاتصال مع الضفة الغربية من شأنها أن تفسح المجال أمام حماس للسيطرة العسكرية على كافة المناطق, الأمر الذي يعني استمرار خطر إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، وخاصة جنوب إسرائيل في بئر سبع وأشدود وعسقلان.
على الصعيد المصري, رأت الكاتبة أن انتصار حماس في حربها مع إسرائيل من شأنه أن يدعم ويعزز جماعة الإخوان المسلمين في مصر, وهو ما يشكل بدوره تهديدًا خطيرًا للنظام المصري. ولا يقتصر الدعم الذي يمنحه ذلك الانتصار بحسب رأي الكاتبة على جماعة الإخوان المسلمين, بل يمتد ليشمل تنظيم الدولة الإسلامية الذي يتلقى دعمًا من قبل تركيا وقطر, والذي يسعى إلى توسيع رقعة الفتوحات التي بدأها في العراق، وسط تكهنات بأن تمثل السعودية أو حتى أجزاء منها الهدف التالي لتوسعات ذلك التنظيم, خاصة وأن تنظيم داعش يتجنب الدخول في مواجهة شاملة مع إيران, كما أن تمركز القوات الأمريكية في الكويت, وما يتمتع به الجيش الأردني من قوة ووحدة يحول دون الإقدام على أية مغامرات عسكرية في هاتين المملكتين, على النقيض من لبنان التي تتعرض لخطر العمليات العسكرية لداعش رغم ما يتمتع به النظام في بيروت من دعم سعودي.
وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي, استنكرت الكاتبة الدعم الأمريكي لأعضاء المحور الجهادي عبر تبنيها لمطالب إعادة فتح المعابر الحدودية, واصفة ذلك التبني بالمسمار الأخير في نعش المصداقية التي تحظى بها الاستراتيجية الأمريكية فيما بين الحلفاء التقليديين في المنطقة, مشيرة إلى أن واشنطن إنما ترمي من وراء دعمها لحماس إلى تثبيت أركان الاتفاقية التي أبرمتها مع إيران بشأن برنامجها النووي من جانب آخر.
ونوهت الكاتبة كذلك إلى أن رفض إدارة الرئيس الأمريكي أوباما اتخاذ تدابير وإجراءات هجومية تهدف إلى تدمير تنظيم داعش, يعطي دلالات لبعض دول المنطقة مثل السعودية وغيرها من الدول الخليجية على أن الإدارة الأمريكية في عهد أوباما لا تسعى إلى العودة من جديد بقواتها العسكرية إلى العراق, حتى وإن كان الثمن في المقابل هو توسيع الفتوحات التي بدأها تنظيم داعش ليشمل بعضًا من دول الخليج وفي مقدمتها السعودية.
وتابعت الكاتبة رصدها لتداعيات المواقف الأمريكية الداعمة لمحور السنة الجهادي الذي يضم حماس وجماعة الإخوان المسلمين, والسياسات الموالية لإيران, بقولها أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة قد أقنعت حلفاء واشنطن التقليديين ليس فقط باحتمالية أن يتوقف الاعتماد على الولايات المتحدة خلال العامين ونصف المقبلين, بل تعدى ذلك إلى توقعات بأن تسهم السياسات الأمريكية في الإضرار بمصالح تلك الدول وأنظمتها.
وبحسب ما ورد بالصحيفة, فقد أفضت السياسات الأمريكية في عهد أوباما وتخليه عن الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة إلى نشأة شراكة مصرية سعودية إسرائيلية. تلك الشراكة التي دفعت مصر والسعودية لدعم إسرائيل لهزيمة حماس والحفاظ على حدود غزة مغلقة, وذلك لما يمثله انتصار حماس من تهديد للنظامين المصري والسعودي، خاصة وأن الحركة تشكل جزءًا من التحالف السني الجهادي كما أشرنا آنفًا.
وبالرغم من أن الصحيفة أشارت إلى إدراك اليسار الإسرائيلي لهذة الشراكة الجديدة, فإنها انتقدت في ذات الوقت الدعوات التي أطلقها زعماء اليسار في إسرائيل, ومن بينهم يائير لابيد, وزير المالية, وتسيبي ليفني, وزيرة العدل, لاستثمار هذه الشراكة في دعم منظمة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس, وصولاً إلى دعوات بعقد مؤتمر إقليمي للسلام, وهو ما اعتبرته الكاتبة بمثابة المشهد الختامي لمسلسل الشراكة الجديد, نظرًا لما أكدت عليه الكاتبة من أن التعاون الاستراتيجي لإسرائيل مع مصر والسعودية ينبني في الأساس على دعم مصالحهما المشتركة التي قد لا ترتبط بمصالح منظمة التحرير الفلسطينية, كما أن الظهور العلني لأي حكومة عربية مع القادة الإسرائيليين هو بمثابة التوقيع من قبل تلك الحكومات على أوامر الموت الخاصة بهم كما رأت الكاتبة.
وأوضحت الكاتبة أن الحفاظ على المصالح المشتركة بين مصر والسعودية وإسرائيل، والتي تتمثل في مجابهة المساعي الإيرانية لتطوير برنامجها النووي, والقضاء على جماعة الإخوان المسلمين, ومواجهة التهديدات العسكرية والسياسية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام, مرهون بقدرة هذه الدول على دعم الشراكة الجديدة فيما بينها على الأقل خلال الفترة المتبقية من الفترة الرئاسية لأوباما، خاصة وأن أي إجراء عسكري لإسرائيل ضد إيران, في ظل الدعم الأمريكي للبرنامج النووي الإيراني, يتوقف بالأساس على الحصول على الدعم الإقليمي خاصة المصري والسعودي.
واختتمت الكاتبة المقال بتوقعاتها أن تمضي الشراكة الناشئة بين مصر وإسرائيل والسعودية في طريقها حتى عام 2017، باعتبارها نتاجًا مباشرًا لسياسات الإدارة الأمريكية الحالية في المنطقة، خاصة ما يتعلق منها بمصداقية الاستراتيجية الأمريكية, مطالبة تل أبيب أن تعمل بهدوء وبجدية مع مصر والسعودية لدعم الإنجازات المشتركة في غزة, ومشددة على أن التحالف الإسرائيلي المصري السعودي من شأنه أن يبقي جميع أعضائه على قيد الحياة، ليس فقط في عهد الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة أوباما, بل مع تولي الإدارة الأمريكية الجديدة لمهامها في 2017، سواء قررت هذة الإدارة أو لم تقرر إعادة بناء هيكل تحالفاتها في الشرق الأوسط.